حي الشيخ جراح هي قرية مقدسية - فلسطينية تتبع لمحافظة القدس وهي في الجانب الشرقي لمدينة القدس الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967. وهي الآن من أحياء القدس الشرقية.
أخذ حي الشيخ جراح بالقدس اسمه، من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي المسلم، الذي تحول إلى رمز لأجيال عربية متعاقبة منذ نحو 900 عامًا، ويتهدده مخطط إسرائيلي استيطاني اعلن عنهُ الآن، ويتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيها، وسط هذا الحي العربي الواقع في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م. (ويكيبيديا)
لا يمكن حصر مساحة حي الشيخ جراح برقم محدد، لكن الثابت أنه في عام 1905 كان يضم 167 عائلة في 167 قصرا، وهذا عدد كبير في بداية الـ20 قبل نمو أحياء البقعة والطالبية غرب القدس، وقبل 10 سنوات من الحرب العالمية الأولى.
من هو الشيخ جراح؟
يؤكد الجعبة أن لمنطقة الشيخ جراح تاريخا موغلا في القدم يعود إلى الفترات الرومانية والبيزنطية والتي تشير إليها كنائس وبرك ماء، لكن الحيّ عرف باسمه الحالي نسبة إلى أحد أمراء القائد صلاح الدين الأيوبي (1138 – 1193م) والطبيب المرافق له الشهير باسم حسام الدين حسين بن شرف الدين الجراحي، الذي دفن بعد موته في المنطقة وأُنشئت زاوية صوفية قرب قبره، ثم تحولت في القرن الـ19 إلى مسجد أضيفت له مئذنة قائمة حتى اليوم، بإشراف وتولٍ من آل الديسي في القدس.
وفي الوقت الذي يصمد فيه أهالي الحي العُزّل في بيوتهم ويرفضون إخلاءه، صمد أهله بطريقة مختلفة عام 1947، حين حاولت العصابات الصهيونية آنذاك الاستيلاء عليه لموقعه الإستراتيجي الواقع على طريق نابلس شمالي القدس، ولتأمين الاتصال بين الأحياء اليهودية والطرف الشمالي من جبل الزيتون، حيث تقوم مباني "الهداسا" والجامعة العبرية.
كيف حُمي الحي إبان النكبة؟
قبيل النكبة كان معظم سكان حي الشيخ جراح من الطبقة الراقية الثريّة الوازنة في المجتمع، وسعت العصابات الصهيونية للقضاء عليهم وتشريدهم؛ لحرمان القدس من مورد يغذيها بالعقل والمال، ما حدا بأهالي الحي والفلسطينيين حولهم لمقاومة العصابات ودفعها عسكريا.
في بداية عام 1948 قام محمود جميل الحسيني مع مجموعة من المناضلين بنسف أول بيت يهودي قريب من الحي، وفي 10 يناير/كانون الثاني قامت معركة بالحي أسفرت عن 3 قتلى و7 جرحى من اليهود، واستعمل العرب لأول مرة الرشاشات المعروفة بالبرن، وبعد 3 أيام اشتبك العرب واليهود في قتال دام ساعتين، واندلع نحو 20 انفجارا تضررت جراءه العديد من بيوت حي الشيخ جراح، وفي ذات الأسبوع نسف العرب منازل اليهود المجاورة للحي، بعد قيام اليهود بقصفهم بمدافع الهاون، واقتحام الحي ونسف بعض منازله.
مطلع عام النكبة 1948 دمر المناضلون الأنابيب التي تمر من حي الشيخ جراح وتنقل الماء إلى الأحياء اليهودية، ثم استمرت عمليات المقاومة حتى فبراير/شباط وأبريل/نيسان، واعتمد فيها قنص كل فرد من العصابات الصهيونية يمر عبر الحي.
معركة الشيخ جراح (قافلة هداسا)
في 13 أبريل/نيسان من عام 1948 نشبت على أرض الشيخ جراح أكبر وأقوى معارك القدس، التي هاجم فيها 200 مناضل من تنظيم "الجهاد المقدس" بقيادة محمد عادل النجار قافلة يهودية كبيرة أثناء اجتيازها للحي في طريقها إلى الجامعة العبرية ومستشفى هداسا، وكانت القافلة تحتوي مواد لإنشاء الخنادق والحصون وعددا من رجال عصابة " الهاغاناة" المسلحين.
يقول شيخ المناضلين بهجت أبو غربية -في مذكراته عن تلك المعركة- إن المناضلين استبسلوا فيها رغم استغاثة اليهود بقوات الاحتلال البريطاني التي تدخلت وقتلت 12مناضلا، لكن الغلبة كانت للعرب الذين قتلوا نحو 122 يهوديا ونسفوا مركبات القافلة المصفحة التي أعدت للقتال، في رد على مجزرة دير ياسين غرب القدس قبل 3 أيام من المعركة وقتل القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل.
أرقى أحياء القدس
عند النظر إلى تاريخ حي الشيخ جراح، يتبيّن سبب الاهتمام به والتركيز عليه، فعدا عن موقعه الإستراتيجي المطل على شمال البلدة القديمة والقريب من باب سور القدس الرئيس باب العامود، فهو ينفرد بطبيعة هادئة ومناخ معتدل، حيث قصدته عائلات القدس في القرن الـ18 كمصيف خارج أسوار القدس القديمة، وحوى حقولا زراعية للعنب والزيتون عرفت بالكروم (جمع كرم).
اترك تعليقك